"حملة ترامب تتوقع مناقشة الحد من التسلح مع روسيا في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية"
"حملة ترامب تتوقع مناقشة الحد من التسلح مع روسيا في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية"
حملة ترامب تتوقع مناقشة الحد من التسلح مع روسيا حال فوزه بالسباق الرئاسي
في إطار الاستعدادات لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، أعربت حملة الرئيس السابق دونالد ترامب عن توقعاتها بأن يناقش مرشحها موضوع الحد من التسلح مع روسيا حال فوزه في السباق الرئاسي. هذا الإعلان يأتي في وقت يشهد فيه العالم تصاعدًا في التوترات الجيوسياسية، وعودة الاهتمام بملف الأسلحة النووية والاتفاقيات الدولية المتعلقة بالحد من انتشارها.
خلفية العلاقة بين ترامب وروسيا
خلال فترة رئاسته الأولى، كان لترامب علاقة متقلبة مع روسيا، حيث أثارت سياساته تجاه موسكو جدلاً واسعاً داخل الولايات المتحدة وخارجها. ففي الوقت الذي حاول فيه ترامب بناء علاقات أفضل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعرض لانتقادات حادة من قبل خصومه السياسيين الذين اعتبروا أن سياساته كانت متساهلة تجاه الكرملين.
في المقابل، اتخذ ترامب خطوات مهمة في مجال الحد من التسلح، منها الانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى (INF) التي كانت تربط الولايات المتحدة وروسيا لعقود. هذا القرار أدى إلى تصاعد المخاوف من سباق تسلح جديد بين القوى الكبرى.
التوقعات حول المناقشات المستقبلية
بحسب تصريحات مسؤولي حملة ترامب، فإن الرئيس السابق ينوي، في حال فوزه بالانتخابات، إعادة فتح قنوات الحوار مع روسيا لمناقشة قضايا الحد من التسلح. ويرى ترامب أن التوصل إلى اتفاقيات جديدة مع موسكو يمكن أن يسهم في تعزيز الاستقرار العالمي وتجنب وقوع أي نزاعات نووية.
ومن المتوقع أن تشمل هذه المناقشات قضايا حساسة مثل تمديد معاهدة “ستارت الجديدة” التي تُعد آخر اتفاقية رئيسية للحد من الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا. كما قد يسعى ترامب إلى وضع إطار عمل جديد يشمل الصين، التي تعتبر الآن لاعبًا رئيسيًا في المجال النووي، على الرغم من أنها ليست جزءًا من المعاهدات القائمة.
التحديات التي تواجه المفاوضات المحتملة
ورغم التفاؤل الذي يبديه فريق ترامب حيال فرص التفاوض مع روسيا، فإن هناك عدة تحديات قد تعترض هذه الجهود. أولاً، قد يكون هناك تحفظ من قبل موسكو بشأن إعادة التفاوض على شروط الحد من التسلح مع إدارة أمريكية قد لا تكون ثابتة في مواقفها، بناءً على التجربة السابقة خلال رئاسة ترامب الأولى.
ثانياً، تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين من جهة، وروسيا من جهة أخرى، خاصةً بعد التدخلات الروسية في أوكرانيا وتدخلها في شؤون دول أخرى، قد يجعل من الصعب تحقيق تقدم سريع في هذا المجال. وقد ترى روسيا في أي مبادرة أمريكية محاولة لتحجيم نفوذها الدولي، مما يزيد من تعقيد المفاوضات.
ثالثاً، قد تواجه حملة ترامب انتقادات داخلية من قبل خصومه السياسيين الذين قد يرون في أي محاولة للتقارب مع روسيا تنازلاً عن المصالح الأمنية الأمريكية.
موقف المجتمع الدولي
فيما يتعلق بالمجتمع الدولي، فإن العديد من الدول الكبرى، بما في ذلك الصين والدول الأوروبية، قد ترحب بمثل هذه المحادثات إذا كانت تهدف إلى تقليل التوترات النووية وضمان الاستقرار العالمي. ولكن هذه الدول قد تطالب بأن تكون جزءًا من هذه المناقشات لضمان أن تأخذ في الاعتبار مصالحها الأمنية.
في هذا السياق، قد تكون هناك دعوات لتوسيع دائرة المشاركين في أي محادثات جديدة بشأن الحد من التسلح لتشمل دولاً أخرى تمتلك قدرات نووية أو تتأثر بشكل مباشر بسياسات الحد من التسلح.
التوقعات المستقبلية
بينما يبقى المستقبل غير مؤكد، إلا أن فوز ترامب في الانتخابات المقبلة قد يعيد فتح ملفات كانت قد أغلقت خلال فترة رئاسته الأولى. موضوع الحد من التسلح مع روسيا سيكون بلا شك على رأس أجندة السياسة الخارجية لإدارته، مع توقعات بأن تسعى الإدارة الجديدة لإحداث تغيير في المعادلات الدولية المتعلقة بالأمن النووي.
وبغض النظر عن التحديات، فإن مناقشات الحد من التسلح مع روسيا قد تكون فرصة مهمة للحد من التوترات النووية وتجنب سباق تسلح جديد، وهو ما قد يكون في مصلحة جميع الأطراف المعنية.